ارتفاع وتيرة النزاعات الاجتماعية المسلحة وتزعزع هيبة الدولة وفرض الامن والنظام!

المصابين من الشرطة في حدث دائرة الزراعة

بارومتر العراقي/كتب هادي فيصل–

في تصعيد جديد يهدد الاستقرار الداخلي ويؤشر على تدهور خطير في منظومة الأمن، اقتحمت قوة مسلحة تابعة لأحد الفصائل، صباح اليوم، دائرة الزراعة في منطقة السيدية ضمن جانب الكرخ من العاصمة بغداد. وبحسب مصادر أمنية، فإن المقتحمين أطلقوا النار داخل مبنى الدائرة، ما استدعى تدخل وحدات من الشرطة الاتحادية التي اشتبكت معهم في مواجهة مسلحة أسفرت عن إصابة عدد من عناصر الأمن، فيما تم إلقاء القبض على خمسة من المهاجمين.

هذا الحادث الدموي يأتي بعد أقل من 48 ساعة على حادثة مماثلة شهدتها محافظة النجف، حيث استعرضت مجموعة عشائرية بأسلحة متوسطة وثقيلة وخفيفة وسط قلب المحافظة.

وفي مشهد لا يقل خطورة، شهد إقليم كردستان الأسبوع الماضي اشتباكاً مسلحاً بين أنصار جماعة الهركي وقوات الأمن المحلية، في دلالة واضحة على تمدد ظاهرة النزاعات المسلحة حتى في المناطق التي كانت تُعد أكثر استقراراً نسبياً مقارنة ببقية أنحاء البلاد.

هذه السلسلة من الأحداث المتسارعة تؤشر إلى ضعف خطير في أداء وزارة الداخلية، وتراجع قدرة المؤسسات الأمنية على فرض القانون وردع التعديات. كما تعكس استهانة مقلقة بالنظام العام، وغياب الرادع الفعلي في ظل تغول بعض الجماعات المسلحة وتوسع نفوذها على حساب الدولة.

المراقبون يحذرون من أن استمرار هذه الفوضى الأمنية، التي تتغذى على النزاعات العشائرية والسلاح المنفلت، مما يهدد بتحول العراق إلى ساحة مفتوحة لصراعات محلية غير منضبطة، ويقوض فرص التهدئة وبناء الثقة في مؤسسات الدولة.

وتتزايد المطالبات الشعبية والبرلمانية بإجراء تغييرات جوهرية في قيادة المؤسسات الأمنية، ووضع حد لانتشار السلاح خارج إطار الدولة، وتطبيق القانون على الجميع دون استثناء، كخطوة أولى نحو استعادة هيبة الدولة وإنهاء دوامة الفوضى والانفلات.

انتهى.