الجولاني واليًا لإسرائيل برعاية البيت الابيض!

الجولاني يسلم سوريا لنتن ياهو

بارومتر العراق/ ابو ضي- لم يعد الامر سرا، كل شيء اصبح واضحا للعيان، فهذه الجماعات المتطرفة التي كانت تذبح الابرياء في مدن العراق وسوريا وغيرها وترفع رايات اسلامية، اصبحت اليوم اداة طيعة بيد اسرائيل واميركا. ولعل انموذج حكم الجماعات المتطرفة الارهابية في سوريا تحت ولاية الجولاني ابرز مثال على اخطر مرحلة تمر بها المنطقة العربية. صحيفة ييديعوت أحارونوت نشرت أول تقرير عن اجتماع غير مسبوق بين احمد الجولاني الذي يدير النظام السوري، ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي، تساحي هانجبي، في أبو ظبي. الإعلام السوري حاول نفي الخبر مستندًا إلى مصدر مجهول في وكالة سانا، دون أن يذكر اسمه. لكن الصحيفة الإسرائيلية كانت واضحة في روايتها، وأن طلبات تل أبيب ستنتظر "ردًا سوريًا واضحًا من الجولاني.

مطالب إسرائيل بالتفصيل

المصادر الإسرائيلية والأجنبية تؤكد ان مطالب اسرائيل باتت اقرب الى الواقع بعد تسلم الجولاني من وايتكوف مبعوث ترامب الذي ادار المفاوضات امس بين مظلوم عبدي واحمد الجولاني، تلك المطالب ولم يبدي الجولاني بحسب المصادر اعتراض، ومن بين تلك المطالب، التنازل الرسمي عن الجولان لصالح إسرائيل مقابل دعم نظام الجولاني، إنشاء ثلاث مناطق عازلة في درعا والقنيطرة والسويداء مع نزع السلاح الثقيل من القوات السورية هناك. صناعة استقرار مشترك سياسي وأمني مع تبادل معلومات استخباراتية، وتعزيز التعاون في الاقتصاد والطاقة والتعليم تحرير المناهج من "العداء" لإسرائيل، وتشريع قانون في سوريا لمعاقبة معاداة السامية، واخيرا تسهيل سفر اليهود السوريين الى سوريا وتوفير الحماية لهم، فضلاً عن تعويضهم عن الممتلكات المفقودة.

الاحتلال والتغلغل في جنوب سوريا

تبين التقارير الدولية انه ومنذ ديسمبر 2024، عندما دخلت قوات إسرائيلية إلى ما بعد منطقة الجولان، مستغلة انهيار السلطة الأسدية، أجرت بناء خنادق وأنظمة دفاعية ومناطق مراقبة تعزيزًا للأمن الإسرائيلي. نتنياهو طالب بـ"نزْع سلاح" الجيش الجديد في القنيطرة/درعا/السويداء، وأمر ببقاء قوات إسرائيلية "لفترة غير محددة" لضمان تحييد النفوذ المسلح RFI+6BBC+6The Guardian+6. وقد تم بناء تسعة مواقع عسكرية على الأقل تشمل مواقع مراقبة في جبال حرمون، وأخدت كشبكة استخباراتية تمتد إلى 60 كلم داخل سوريا.

اللعبة الجهادية والانقلاب على الثورة

كشفت الصحافة الغربية لاكثر من مرة عبر تقارير صدرت خلال الاشهر الاخيرة ان الجماعات المتطرفة مثل هيئة تحرير الشام (الجولاني) التي تولّت السيطرة على دمشق، هي مرحلة من مراحل لخطة إسرائيلية مبنية على إفشال الدولة السورية المركزية. وتقوم تل ابيب بتوفير غطاءً دولي لحكم الجماعات المتطرفة وتجميعهم في سوريا واهدافهم كثيرة من بينها وقف التمدد الشيعي في بلاد الشام. ثم تحويل سوريا إلى منصة أوسع تنسق مع تل أبيب، بما في ذلك المساحة الجغرافية التي يشملها الجولان والجوار اللبناني.

نحو لبنان

تعمل إسرائيل على توظيف "المناطق العازلة" في سوريا لتستخدمها كقاعدة انطلاق للبنى الأمنية والاستخباراتية نحو جنوب لبنان. الجماعات الجهادية المنهارة ستُجزّأ جغرافيًا وتُوظف لتدمير التماسك الوطني السوري، وتشكيل حزام أمني مزدوج ضد نفوذ طهران وحزب الله في لبنان، مما سيسهل توجيه الضغط والتحكم الأمني عبر الحدود.

لتتنفيذ استراتيجية تكاملية تسعى إسرائيل لاستخدام الفراغ السياسي والوهن الاقتصادي في سوريا كمدخل نحوالسيطرة على الجولان، وذلك عبر مظلة "الجولاني" وهوية تحرير الشام والتوسع نحو مناطق اكثر كجبل الشيخ مثلا وغيرها من المرتفعات القريبة من دمشق. وهنالك ايضا مخطط تصعيد ممنهج يشمل نزع السلاح، التهديد ضد الأقليات (الدروز والمسيحيين)، والتغلغل الجغرافي حتى لبنان.

من المتوقع ان يستضيف البيت الابيض قريبا اجتماعا بين الجولاني ونتنياهو لتوقيع اتفاقية تطبيع هي الاولى من نوعها بين بلد عربي (سوريا) وبين كيان مغتصب (اسرائيل). وترى اميركا واسرائيل ان اكبر انتصار لها سيكون بالهيمنة عل سوريا وتحويل الجولاني الى والي مؤقت على النظام السوري!

انتهى.