استقطاب رقمي ممنهج يستهدف منتسبين في الأجهزة الأمنية العراقية

بارومتر العراق/ فريق المتابعة الرقمية

رصدت جهات مختصة في العراق مؤخرًا تصاعدًا ملحوظًا في نشاط صفحات ومستخدمين على وسائل التواصل الاجتماعي، تنطلق من مناطق مختلفة داخل الأراضي السورية، وتحديدًا من غرب إقليم كردستان، حيث تم توثيق عدد من الحالات التي تُظهر وجود حملة استقصاء رقمي ممنهجة تستهدف أفرادًا عراقيين، لا سيما المنتسبين إلى وزارة الداخلية والأجهزة الأمنية.

وتعتمد هذه المحاولات على طرح تساؤلات مباشرة أو غير مباشرة تتعلق بطبيعة الصنف الأمني أو العسكري للمستهدفين، أو أماكن عملهم أو مهامهم الوظيفية، وذلك بأسلوب غير تقليدي يُخفي وراءه أهدافًا استخبارية محتملة.

خلفيات الهجمة الرقمية

تشير التحليلات الفنية إلى أن أغلب الحسابات والصفحات المستخدمة في هذه الأنشطة يتم تشغيلها من مناطق في سوريا، وبعضها يرتبط بمواقع جغرافية في غرب كردستان. وتُدار تلك البيجات بأسلوب يبدو في ظاهره بريئًا أو تفاعليًا، لكنه يخفي محاولات لاختراق الأوساط الأمنية العراقية، عبر جمع بيانات يمكن أن تُستغل لاحقًا في عمليات تضليل، ابتزاز، أو استهداف مباشر.

وتؤكد فريق بارومتر العراق التقني أن هذه الصفحات تستخدم تقنيات تهيئة المحتوى لجذب الفئات المستهدفة، عبر منشورات ذات طابع محلي، أو عبر استدراج مباشر للحوار مع منتسبي القوات الأمنية.

أهداف محتملة وراء الاستهداف

ويرى خبراء في الأمن السيبراني أن هذه الهجمات تأتي ضمن محاولات لزعزعة الاستقرار الأمني، أو جمع قواعد بيانات غير رسمية عن هيكلية ووجود القوات الأمنية العراقية، تهدف إلى اختراق المنظومة المعنوية والنفسية للعاملين في القطاع الأمني. او استغلال الثغرات الرقمية في الحسابات الشخصية للأفراد المستهدفين والتمهيد لهجمات معلوماتية أو عملياتية مستقبلية تستند إلى المعلومات المستخلصة.

تحذير وتوعية

على الجميع توخي الحذر الشديد في التعامل مع الصفحات غير المعروفة أو المشبوهة على وسائل التواصل الاجتماعي، وعدم الإدلاء بأي معلومات عن طبيعة العمل، أو تفاصيل تتعلق بالجهات التي يخدمون فيها، تحت أي ظرف.

كما يجب التبليغ الفوري عن أي محاولة استدراج رقمي، والالتزام بتعليمات أمن المعلومات. يذكر ان العراق يواجه تحديات معقدة في ميدان الحرب السيبرانية، تتطلب وعيًا مجتمعيًا وتعاونًا مؤسسيًا واسعًا.

انتهى.