top of page

لماذا تتجه الولايات المتحدة للانسحاب من الناتو؟ وما مستقبل أوروبا؟

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • قبل 7 أيام
  • 2 دقيقة قراءة

يشير إعلان الولايات المتحدة عن ضرورة اعتماد أوروبا على نفسها عسكريًا، وتقليص وجود القوات الأمريكية في القارة، إلى أن حلف الناتو يقترب من مرحلة جديدة قد تعني تراجع دوره التقليدي. فالمهلة التي منحتها إدارة ترامب لأوروبا حتى عام 2027 لا تبدو كافية لبناء قوة عسكرية قادرة على مواجهة التحديات التي تراها الدول الأوروبية، وعلى رأسها الصراع المتصاعد مع روسيا.

ورغم امتلاك أعضاء الحلف الأوروبيين نحو مليون جندي وترسانة متطورة، إلا أن غياب الدعم الأمريكي يشكل فجوة حقيقية.

وترى أوروبا أن إدارة ترامب تمارس عليها ضغوطًا سياسية واقتصادية، إذ تشترط واشنطن تقليص الصناعات العسكرية الأوروبية لصالح شراء السلاح الأمريكي، إلى جانب ضخ استثمارات أوروبية داخل الاقتصاد الأمريكي. لكنّ أوروبا تعيش أزمة اقتصادية عميقة تجعل تقديم تنازلات إضافية أمرًا بالغ الصعوبة. ويعكس ذلك بوضوح شعار ترامب "أمريكا أولاً"، الذي يعني، عمليًا، تقديم المصالح الأمريكية حتى لو كان الثمن التضحية بالحلفاء.

الأمر ذاته يطال اليابان التي تعاني من ديون ضخمة تتجاوز 250% من ناتجها الإجمالي.

الخلاف لا يقف عند الجانب الاقتصادي؛ فترامب ينظر إلى قادة أوروبا بوصفهم امتدادًا لسياسات الرئيس السابق جو بايدن، الذي يحمّله ترامب مسؤولية أزمات الولايات المتحدة. وعلى الجانب الآخر، تدعم واشنطن – عبر أصوات مؤثرة مثل إيلون ماسك – صعود التيارات القومية في أوروبا، مع دعوات لإعادة تشكيل المشهد السياسي في دول مثل بريطانيا وألمانيا وفرنسا.

هذا الانقسام الحاد بين "اليمين الليبرالي" في أوروبا و"اليمين القومي" الذي يروّج له ترامب يعكس صراعًا أعمق داخل المنظومة الغربية نفسها. وفي المقابل، يأمل القادة الأوروبيون في عودة الحزب الديمقراطي الأمريكي للسلطة من أجل استعادة الاستقرار داخل الحلف.

في المحصلة، يبدو أن الرأسمالية الغربية تواجه أزمات بنيوية تتجاوز قدرة الطرفين – الليبرالي والقومي – على معالجتها.

فالأزمات الاقتصادية تتضاعف، والتحالفات التقليدية تتفكك تدريجيًا، وهو ما يعكس مرحلة أفول واضحة في مركز النفوذ الغربي.


©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page