top of page

الإعلام والتواصل الاجتماعي العراقي ينسى الداخل لصالح حرب الجوار!

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 21 يونيو
  • 1 دقيقة قراءة
ree

بارومتر العراق/ ابو ضي

في لحظةٍ فارقة من المشهد الإقليمي، تراجعت الأزمات العراقية خطوة إلى الوراء، تاركةً خشبة المسرح لأحداث الجوار الإيراني التي تتسارع بوتيرة تنذر بتحوّلات جسيمة. منذ نحو أسبوع، أطبقت التطوّرات المتصاعدة في إيران بظلالها على الفضاء الإعلامي والسياسي في العراق، فارضةً واقعًا جديدًا من الترقّب والقلق، طمست معه تفاصيل الداخل المعتادة من سجالات سياسية، وملفات فساد، وصراعات فئوية.

لم يعد المشهد العراقي، كما كان، يفيض بخلافات النخب وصراعاتها في استوديوهات القنوات الفضائية. البرامج الحوارية التي اعتادت انتقاد الأداء الحكومي ومهاجمة خصوم السلطة وجهت كاميراتها نحو صواريخ تعبر الأجواء، ومخاوف من مفاعلات نووية قد تُستهدف، فتجعل من العراق مسرحًا غير مباشر لفواجع لا تُحمد عقباها.

وسائل التواصل الاجتماعي، التي كانت بالأمس منصّةً للغضب الشعبي والتسريبات السياسية، تحوّلت اليوم إلى فضاء للتحليل العسكري، والتكهنات الاستخباراتية، وصور الأقمار الصناعية. أسماء السياسيين والوزراء والمسؤولين التنفيذيين غابت عن ترندات البحث، لتحلّ محلّها أسماء المدن الإيرانية، المدن الاسرائيلية وأنظمة الدفاع، ومخازن الصواريخ.

ليس من الغريب أن تتأثر النفسية الجمعية للعراقيين بهذا التحول؛ فالعراق، جغرافيًا وتاريخيًا، لا يملك رفاهية الحياد أمام زلازل الجوار.

لقد ذكرت هذه الأزمة العراقيين بأن ملفاتهم المحلية – مهما بلغ عمقها – تبقى دومًا قابلة للتجميد إذا ما أطلّت رياح الإقليم بعاصفة. لكنّ الخشية الكبرى تبقى في أن تستغل بعض القوى هذا الانشغال الشعبي لتصفية الحسابات أو تمرير الصفقات بعيدًا عن الأعين، تمامًا كما يحدث حين يغرق الجميع في متابعة مشهد خارجي ملتهب.

العراق اليوم لا يراقب فقط تطوّرات إيران، بل يراقب مصيره بين سطورها.

فهل يُكتب له دور المتفرج، أم أنه، كما جرت العادة، سيجد نفسه في قلب المسرحية؟

انتهى!

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page