التدخل الأميركي في الحرب الإيرانية-الإسرائيلية بات وشيكا والمسلمين حول العالم يتضامنون
- KDTS

- 16 يونيو
- 2 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ ابو ضي
في خضم تصاعد وتيرة المواجهة بين إيران وإسرائيل، يلوح في الأفق شبح التدخل الأميركي المباشر، في لحظة مفصلية قد تعيد تشكيل موازين القوى في الشرق الأوسط، وتفتح أبواب مرحلة جديدة من الصراع الإقليمي القابل للتوسع كما تؤكد المؤشرات في المنطقة.
إسرائيل، التي بدت عاجزة عن احتواء الضربات الإيرانية الدقيقة والمركّزة، تكثف مناشدتها العلنية والمبطنة للولايات المتحدة كي تتدخل عسكرياً، تحت ذرائع أمنية وسياسية متعددة. لكن الأبرز من بين تلك الذرائع كان حادث استهداف السفارة الأميركية، وهو الحدث الذي تسعى تل أبيب لتأطيره على أنه هجوم إيراني مباشر على الحليف الأميركي، في محاولة واضحة لجرّ واشنطن إلى ساحة المواجهة.
وفيما يبقى الموقف الأميركي الرسمي حتى الآن في دائرة "التقدير والتحليل"، أعلنت المملكة المتحدة أنها قد تتدخل إذا ما اتسع نطاق النزاع، بينما تلوذ فرنسا بالصمت، مترددة في تحديد موقف صريح، وكأنها تنتظر اتضاح ملامح المعادلة الجديدة.
التصحريات الإسرائيلية الأخيرة، لا سيما الصادرة عن وزير الدفاع، تكشف عن حجم الأزمة الداخلية التي تمر بها المؤسسة الأمنية والعسكرية في إسرائيل. الحديث عن "ضحايا أبرياء" و"منازل مدمرة" يعكس حالة من الهشاشة والانكشاف، تتناقض بشكل صارخ مع السياسات التي انتهجتها إسرائيل لعقود طويلة في قطاع غزة، حيث أُبادت أحياء كاملة، ودُمرت مدن فلسطينية على رؤوس سكانها، ناهيك عن مشاهد الخراب التي لحقت بجنوب لبنان في الحرب الاخيرة، اكثر من 70 الف غزي تم قتلهم وقرابة 14 الف طفل قضوا قصفا من قبل النظام الصهيوني.
لكن اللافت في هذا السياق، هو الموقف العربي. فلم تشهد الساحة أي اصطفاف رسمي إلى جانب إسرائيل، بل بدا أن الهجوم الإسرائيلي الأخير على إيران قد خلق لحظة نادرة من التوافق والتضامن العربي-الإسلامي، عابرة للحدود والانقسامات السياسية. الأصوات الشعبية، وبعض المواقف الرسمية غير المعلنة، تشير إلى أن أي تدخل أميركي مباشر قد يُقابل بحالة من الرفض الجماهيري الواسع، بل وربما يُفسَّر كعدوان مباشر على دولة مسلمة، ما قد يفتح الباب أمام وحدة غير مسبوقة بين الشعوب الإسلامية، سواء كانت عربية أو غير عربية. والموقف الباكستاني والتركي كانا وضحين بهذا الصدد سيما تهديد باكستان باستخدام اسلحتها النووية اذا ما استخدم هذا السلاح ضد ايران.
تتسم اللحظة الراهنة بخطورة بالغة. فالمواجهة لم تعد محصورة بين طرفين إقليميين، بل باتت حبلى باحتمالات تدويل الصراع. وإذا ما اتخذت الولايات المتحدة قرارها بالتدخل، مدعومة بتحالف غربي، فإن الشرق الأوسط بأسره قد يشهد انفجاراً سياسياً وعسكرياً من الصعب احتواؤه.
وفي ظل هذا المشهد المعقد، تبدو المنطقة وكأنها تقف على حافة هاوية، بين انهيار توازن هش، أو ولادة نظام إقليمي جديد، قد يعيد تعريف التحالفات، والهويات، والمصالح.
انتهى.






