top of page

الراوتر “يبصرك”… ولا يكتفي بمنحك الإنترنت!

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 17 نوفمبر
  • 2 دقيقة قراءة

ree

بارومتر العراق/ كتبت زهراء محمد

بين حداثة التقنية ومخاطر التجسس الصامت في عالمٍ تتقدّم فيه التكنولوجيا بخطى تفوق وعي الإنسان أحياناً، يبرز ابتكار جديد يحمل اسماً بريئاً تقنية كشف الحركة عبر الواي فاي – WiFi Motion Detection.

الذي تروج له الشركات على أنه درعٌ ذكي لحماية المنازل، غير أن حقيقته تخفي لغزا يفتح ابواب واسعة نحو انتهاك الخصوصية، وتحوّل الموجات اللاسلكية إلى أعين لا تنام.


حين يتحوّل الراوتر إلى “رادار” منزلي

تعمل هذه التقنية على تحليل تغيّر الموجات التي يصدرها جهاز الراوتر داخل البيت. فكل حركةٍ – مهما خفَتَ صوتها أو دقّت خطوتها – تترك تموّجاً خفيفاً في فضاء الإشارة.

وتقوم الخوارزميات بتحويل هذا الاضطراب إلى خريطة شبكية تُظهر هيئة الشخص واتجاه سيره، بل وتلتقط أحياناً إيقاع تنفّسه، إنه تصوير بلا كاميرا، ورصد بلا عدسة، وتجسس بأداة اعتدنا استخدامها للاتصال لا للمراقبة.


لماذا تبدو هذه التقنية غاية في الخطورة؟

انتهاكٌ تام لحرمة الخصوصية

المنزل هو الملاذ الأخير للإنسان؛ مساحته الحرة التي لا يشاركه فيها أحد.

لكن الراوتر، حين يُفعَّل وضع WiFi Sensing، يتحوّل من جهازٍ لخدمة الاتصالات إلى جاسوسٍ لطيف المظهر، يراقب الجسد في تفاصيله الدقيقة جلوساً، ووقوفاً، ونوماً، وحركة.


بابٌ مفتوح أمام الاختراق

لم يعد اختراق الراوتر يعني الحصول على كلمة مرور أو قائمة أجهزة متصلة فحسب. بل بات يعني – وبمستوى خطير – الاطلاع على الحركة داخل المنزل لحظةً بلحظة. فالمخترق يستطيع قراءة “نمط الحياة” من خلال تحليل الموجات ويقرر متى تدخل؟ متى تغادر؟ متى تغفو؟ ومن يمرّ في الغرفة الآن؟ وكأنّ في البيت كاميرا مخفية… لا تُرى ولا تُطفأ.


رقابة غير مرئية في عالم مشبّك بالموجات

إن انتشار شبكات الواي فاي حولنا يجعل من هذه التقنية أداة يمكن – إذا ما أسيء استخدامها – أن تحوّل المدن الحديثة إلى فضاءات شفافة، تخضع للحركة والرصد بلا ضوابط. إنه زمن يستطيع فيه الهواء ذاته أن يروي قصصنا لمن لا نحبّ.


كيف نحمي أنفسنا؟

نتابع عدد من الخطوات تبدء من الدخول إلى إعدادات الراوتر وإيقاف أي خيار يحمل أسماء مثل:


  • Motion Detection

  • Wireless Sensing

  • WiFi Motion


فإطفاء هذا الخيار يعني استعادة جدار الخصوصية الذي لا ينبغي أن يُمسّ.التكنولوجيا، مهما تعاظمت، يجب أن تبقى خادمةً للإنسان لا متسلطة عليه. وما بين الحداثة والانكشاف، تبقى الخصوصية قيمة لا تُعوَّض.

إن تركناها اليوم، فلن نستعيدها غداً.

فالبيوت ليست جدراناً فحسب… بل أسرار، وطمأنينة، وحرّية صامتة لا يحق لإشارةٍ لاسلكية أن تنتهكها.

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page