top of page

الصراع الإيراني-الإسرائيلي وخمسة سيناريوهات محتملة للنهاية

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 15 يونيو
  • 2 دقيقة قراءة


ree

بارومتر العراق/ ابو ضي

يتجلى المشهد المعقد بين ايران واسرائيل، في أبعاد تتجاوز مجرد المواجهة العسكرية. إنه نسيج متشابك من السياسة، الاقتصاد، الأيديولوجيا، والتنافس على النفوذ، مما يجعل التنبؤ بنهايته امرا غامضا. لكن، وسط هذا التعقيد، تلوح في الأفق خمسة سيناريوهات كبرى، يرسم كل منها مسارًا مختلفًا للمنطقة والعالم:

السيناريو الأول: دوامة التصعيد الشامل والحرب الإقليمية الكبرى

تحول الصراع المحتدم إلى مواجهة مفتوحة ومباشرة. ترتفع وتيرة القتال لتشمل استخدام أسلحة قد تتجاوز الأساليب التقليدية، وتتسع رقعة الاشتباكات لتجذب أطرافًا إقليمية أخرى. العراق، لبنان، واليمن قد يجدون أنفسهم منجذبين نحو إسعاف إيران، بينما يبرز التحالف الغربي (أمريكا، بريطانيا، فرنسا) كدرع لإسرائيل. إنها لوحة قاتمة لدمار لا يمكن تقدير أبعاده.

كيف يمكن أن تتوقف الدوامة؟

  • عصا دولية: تدخل القوى العظمى لفرض هدنة أو تسوية، ربما بقوة العقوبات أو التهديد العسكري.

  • حسم مستحيل: انتصار عسكري ساحق لأي طرف، يبدو مستبعدًا، فالقوى متكافئة نسبيًا.

  • دمار شامل: انهيار البنية التحتية والمجتمعات يجبر المتحاربين على التوقف، لكن بعد فوات الأوان.

المنتصر؟

لا منتصر، الجميع يتكبد خسائر بشرية واقتصادية لا تقدر بثمن.

السيناريو الثاني: فن الاحتواء والاستنزاف - حرب الظلال المستمرة

بدلاً من الانفجار، تعود الأطراف إلى لعبة القط والفأر، حيث يتجنبون المواجهة المباشرة الكبرى. يستمر الصراع في الخفاء عبر الوكلاء، الهجمات السيبرانية، والعمليات الاستخباراتية المحدودة. هي حرب ظلال تستنزف الموارد والجهود، لكنها لا تبلغ نقطة الغليان.

كيف يمكن أن تستمر الظلال؟

  • توازن الردع: تتشكل معادلة قوة حيث يخشى كل طرف من رد فعل قاسٍ على أي تصعيد كبير.

  • الاستنزاف البطيء: تستمر الموارد في التآكل تدريجيًا دون نقطة تحول حاسمة.

  • هدنات جزئية: اتفاقات محدودة (كوقف إطلاق نار مؤقت أو تبادل أسرى) تخفف التوتر، لكنها لا تنهي جوهر الصراع.

المنتصر؟

لا انتصار واضح. إنه استمرار لحالة "اللا سلم واللا حرب"، مع أفضلية لمن يمتلك القدرة الأكبر على التكيف والصمود في هذه المواجهة الطويلة.

السيناريو الثالث: يد الدبلوماسية - نحو تسوية سياسية

تدخل القوى الدولية والإقليمية بفاعلية أكبر، ليس لفرض الحرب بل لتسهيلها. تبدأ المفاوضات، سواء كانت مباشرة أو غير مباشرة، بحثًا عن حل دبلوماسي يضع حداً للعداء.

كيف يمكن أن يرسى السلام؟

  • اتفاق شامل: يؤدي إلى إنهاء العداء المباشر ووضع أسس للتعايش السلمي، يتضمن تنازلات متبادلة.

  • اتفاقات أمنية: تركز على بناء الثقة، مثل آليات للحد من التسلح أو منع الانتشار النووي.

  • خارطة طريق: تحدد خطوات تدريجية نحو تطبيع العلاقات، مهما كانت بطيئة.

المنتصر؟ 

"الجميع منتصرون" إذا تم التوصل إلى حل عادل ومستدام يعزز الاستقرار في المنطقة بأكملها.

السيناريو الرابع: تغيير في القمة - تحولات الأنظمة الحاكمة

يحدث تحول جذري في القيادة بأحد البلدين، إيران أو إسرائيل. هذا التغيير قد يعيد رسم الخريطة السياسية للصراع بالكامل.

كيف تتغير الديناميكية؟

  • نحو الاعتدال: إذا وصلت قيادة جديدة أكثر اعتدالاً، قد تنخفض حدة التوترات وتُفتح قنوات الحوار.

  • نحو التطرف: على النقيض، قد يؤدي التغيير إلى صعود قوى أكثر تشدداً، مما يزيد من اشتعال الصراع.

المنتصر؟ 

يعتمد على طبيعة التغيير. إن كان نحو السلام، فالكل فائز. إن كان نحو العدوان، فالخسائر تزداد.

السيناريو الخامس: الانهيار البطيء - الاستنزاف الاقتصادي

صراع طويل الأمد يستنزف الطاقات والموارد الاقتصادية والبشرية لكلا الطرفين، مما يقود تدريجياً إلى انهيار اقتصادي أو اجتماعي محتمل في إحدى الدولتين أو كلتيهما.

كيف ينتهي الاستنزاف؟

  • الاستسلام القسري: يضطر أحد الطرفين للتراجع أو الاستسلام لعدم قدرته على تحمل أعباء الحرب.

  • إنقاذ دولي: تتدخل قوى خارجية بتقديم الدعم الإنساني أو الاقتصادي، أو لفرض حل يوقف الانهيار.

المنتصر؟

لا منتصر في هذا السيناريو. كلا الطرفين يتكبدان خسائر فادحة، وقد يؤدي الانهيار إلى زعزعة استقرار أوسع نطاقاً في المنطقة.

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page