اليونسكو تشرع في تنفيذ دراسة وطنية عراقية حول حوكمة المنصات الرقمية

في خطوة تُعدّ محورية نحو تعزيز البيئة الرقمية في العراق، وتطوير أطر حوكمة المحتوى وحرية التعبير، شرعت منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) – ضمن مشروع “تواصل اجتماعي من أجل السلام” المموّل من الاتحاد الأوروبي – في الإشراف على ورشة عمل تخصصية لإطلاق واحدة من أهم الدراسات الوطنية في هذا المجال: “حرية التعبير عن الرأي وحوكمة المحتوى الرقمي في العراق”.

شهدت الورشة، التي أدراتها نخبة من الخبراء الدوليين المنتدبين من اليونسكو، حضورًا واسعًا جمع بين ممثلي المؤسسات الحكومية المعنية بملف الإعلام والاتصالات، وصنّاع المحتوى المؤثرين في المجتمع العراقي، وأكاديميين متخصصين في الإعلام الرقمي، إضافة إلى قضاة وخبراء قانونيين وممثلين عن الوسط الصحفي والإعلامي. وقد جاء هذا التنوع ليعكس حرص اليونسكو على ضمان شمولية الدراسة وارتكازها على رؤية وطنية جامعة.

تُنفَّذ الدراسة من قبل منظمة ماجنتا تحت إشراف مباشر من مكتب اليونسكو في العراق، وتتضمن تحليلًا متعدد الأبعاد لواقع المحتوى الرقمي، وطبيعة التحديات التي تواجه الفضاء الإعلامي العراقي، بما في ذلك قضايا حرية التعبير، خطاب الكراهية، المحتوى الضار، آليات الإبلاغ، شفافية المنصات، وتمكين صنّاع المحتوى وتعزيز قدراتهم في السياقين الوطني والدولي.

وتهدف الورشة التخصصية إلى مناقشة خطة العمل البحثية الموضوعة للدراسة، بما يضمن دمج آراء الأطراف المعنية وتوظيف خبراتهم في صياغة خارطة طريق وطنية تُوجّه عملية التحول نحو حوكمة رقمية رشيدة للمنصات الاجتماعية الرقمية في العراق. كما تسعى إلى بناء أرضية مشتركة تعكس أولويات الدولة العراقية، واحتياجات المستخدمين، وتطلعات الشباب، والالتزامات الدولية للعراق في مجال حقوق الإنسان، وحرية التعبير، وسلامة البيئة الرقمية.

وسيتم رفع التقرير الأولي الذي سيصدر إلى اليونسكو، ليكون بمثابة إطار توجيهي يُستند إليه في المراحل المتقدمة من الدراسة، والتي ستُعرض بدورها على المنصات الرقمية العالمية والشركاء الدوليين، في خطوة تهدف إلى إدماج العراق في الحوارات الدولية حول حوكمة المنصات، وضمان تمثيل صوته وخصوصيته الرقمية في الأجندات الدولية.

إن هذه المبادرة تأتي في سياق التزام اليونسكو المتواصل بدعم العراق في تطوير سياسات وطنية شاملة لحرية التعبير، الإعلام الرقمي، والتنوع الثقافي على الإنترنت، بما يعزز مناخ السلام والازدهار والتنمية المستدامة، ويضع الأسس لفضاء رقمي أكثر أمانًا وشفافية وإنصافًا لجميع العراقيين.