top of page

جودي ضد جودي ومؤيد ضد مؤيد والسوداني يتفرج!

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 26 سبتمبر
  • 1 دقيقة قراءة
جودي ومودي
جودي ومودي

بارومتر العراق/ كتب ابو تقى اللامي

من عجائب هذه الحكومة أنّها لم تكتفِ بتوزيع المناصب على أساس الولاءات والقرابة السياسية، بل ذهبت أبعد من ذلك فجعلت نفس الشخص يجلس على الكرسيين معاً: كرسي خارق الحقوق وكرسي المدافع عنها.

خذوا مثلاً حالة جبار جودي، الرجل الذي يقف اليوم على رأس نقابة الفنانين، وفي الوقت نفسه يدير دائرة السينما والمسرح. مشهد عبثي بامتياز: إذا انتهكت الدائرة حقوق الفنانين، فالمتضرر يطرق باب النقابة ليجد أن الموقّع على قرار الانتهاك هو ذاته الموقّع على خطاب الدفاع! باختصار: جودي يشتكي على جودي، وجودي يدافع عن جودي. خصم وحَكَم ومحامٍ في ملف واحد. يا لها من مسرحية ما كان حتى لشكسبير أن يتخيلها.

ولا يتوقف العرض عند هذا الحد، فالمسرح يتسع أيضاً لمؤيد اللامي، النقيب الأبدي للصحفيين، الذي كسر كل الأرقام القياسية في طول مدة البقاء على الكرسي، متحدياً قوانين النقابة نفسها وقوانين الجاذبية ايضا!. ومع ذلك، لم يكتفِ باللقب العتيد، بل قفز ليصبح عضواً في هيئة الإعلام والاتصالات، بحجة أنه من “أصدقاء” رئيس الوزراء وابن منطقته. وهكذا جمع بين صفتين متعارضتين تماماً: نقيب صحفيين يفترض أنه يراقب حقوق صحفيي النقابة، وعضو هيئة هي أصلاً تتهم بانتهاك حقوق الصحفيين يوميا.

النتيجة؟ إعلاميون وفنانون بلا سند حقيقي، ومناصب متخمة بتضارب المصالح. نحن أمام مشهد ساخر عنوانه: “لا تقلق، سأصفعك بيميني، ثم سأدافع عنك بيساري!”.

فهل هذا هو “الابتكار المؤسسي” الذي وُعِدنا به؟ أم أنها كوميديا سوداء جديدة، حيث الحابل بالنابل مختلطان… والكرسي الواحد يتسع لخلفيتين متناقضتين ؟

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page