top of page

زيارات السفراء لقيادات الأحزاب… رسائلٌ علنية خارج حدود الدبلوماسية

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 26 أغسطس
  • 3 دقيقة قراءة
ستيفن فاجن يلتقي بالحلبوسي احد المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة
ستيفن فاجن يلتقي بالحلبوسي احد المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة

بارومتر العراق/ ابو ضي-

شاهدنا خلال الاسابيع الماضية ظهورا اعلاميا للقائم بالاعمال الاميركي الذي غادر العراق بالامس، والسفير البريطاني في منازل بعض الساسة وقادة الاحزاب في خطوات رافقت حراك مفوضية الانتخابات باستبعاد العديد من المرشحين للانتخابات النيابية المقبلة، في خطوة تندرج ضمن الايحاءات الدبلوماسية واالضغط في اطار القوة الناعمة لمنع اقصاء بعض الساسة ومن بينهم الحلبوسي الذي حصل على الضوء الاخضر بالامس من مفوضية الانتخابات بالبقاء في مضامر التنافقس.

ورغم انه لا يوجد نصٌّ قانوني عراقي صريح (بعد 2010) يحظر على السفراء الاجانب لقاء قادة أحزابٍ عراقية علناً قبل الانتخابات او حتى في الوضع الاعتيادي. لكن المرجع المُلزِم في العرف الدبلوماسي هو اتفاقية فيينا للعلاقات الدبلوماسية (1961) التي تُوجب على الدبلوماسيين عدم التدخل في الشؤون المحلية للدول التي يعملون فيها. وأن تُجرى الأعمال الرسمية للبعثات الاجنبية عبر وزارة الخارجية للدولة المضيفة. United Nations Office of Legal Affairs

ان بروتوكول وزارة الخارجية العراقية يؤكد أن دائرة المراسم هي الجهة التي ترتّب مواعيد ولقاءات الوفود والبعثات مع المسؤولين العراقيين، ما يعني أن التواصل المنضبط يفترض المرور بالقنوات الرسمية. Ministry of Foreign Affairs of Iraq+1 وليس هنالك نص يتيح لاي سفير بان يلتقي برئيس حزب في داره او ان يتنقل من دار الى اخرى ويظهر في وسائل الاعلام.

بالامس استدعت فرنسا السفير الأميركي بسبب خطاب علني لوسيلة اعلام فرنسية اعتُبر تدخّلاً في الشؤون الداخلية، كما وجّه السفير الإسرائيلي انتقادات علنية لخطط فرنسا حيال الاعتراف بالدولة الفلسطينية؛ وتلقى ايضا رسالة استدعاء شديدة اللهجة، كما ان الحكومة انتقدت قيامه بزيارة زعيم حزب معارض مرشح للانتخابات الفرنسية القريبة. وهذه أمثلة على حساسية خرق الأعراف الدبلوماسية. ReutersFDDThe Jerusalem PostThe Times of Israel


ماذا تعني جولات السفراء بين منازل الزعماء السياسيين؟

ان عملية ظهور سفراء بعض الدول مع بعض الساسة في العراق وفي منازلهم تعد بمثابة رسائل إلى الجمهور المحلي، فعندما يُنشَر اللقاء علناً، يُفهم غالباً كـ«إشارة دعم» أو على الأقل كمنح «شرعيةٍ» لشخصيةٍ سياسية بعينها، حتى لو كان هدف السفير فنياً هو الاستماع أو التعارف. وهذا الأثر الاتصالي لا تُلغيْه النوايا غير المُعلنة. وتندرج هذه السلوكيات غير الدبلوماسية ضمن اطار الضغطٌ الناعم (Soft Power) حيث ان السفراء يستعملون الظهور العلني للتأثير في الأجندات أو لفتح قنوات تفاوضٍ غير مباشرة بين خصومٍ محليين. وما نشهده بالعراق ان بعض السفارات تُراهن على الظهور بجانب شخصياتٍ «معينة» لتبدو فاعلاً لا متفرجاً، خاصةً في لحظات ما قبل الانتخابات او عندما تتشكل التحالفات او قبيل اي قرارات سيادية.

أين تقف «الحدود» القانونية/البروتوكولية لسلوكيات البعثات الدبلوماسية في العراق؟

اتفاقية فيينا – المادة 41 تفرض على أيّ دبلوماسي «احترام قوانين الدولة المضيفة» و«عدم التدخل في شؤونها الداخلية»، وأن تُدار الأعمال الرسمية مع الدولة المضيفة عبر وزارة الخارجية. اللقاءات الحزبية العلنية ليست محظورة بذاتها، لكن إذا اتخذت طابع التأثير على مسارٍ انتخابي أو أُريد بها تأييد طرفٍ على آخر، او الضغط على الاحزاب السياسية والحكومة باتجاه ملفات بعينها كملف قانون الحشد الشعبي مثلا، حينها تخرج عن سياقها المتعارف عليه وتععد كسرا للاصول الدبلوماسية، فذلك يُلامس خطّ «التدخل». United Nations Office of Legal Affairs

البروتوكول العراقي ينص على ان (دائرة المراسم) في وزارة الخارجية لها مهام تتضمن ترتيب مواعيد ولقاءات الوفود والبعثات مع المسؤولين العراقيين وتنظيم الإجراءات ذات الصلة. هذا يُفهم منه أن الشكل «الأكثر انضباطاً» لأي تواصل سياسي رفيع يجب أن يمر عبر القنوات البروتوكولية الرسمية، لا عبر زياراتٍ منزلية فردية قبل الانتخابات. Ministry of Foreign Affairs of Iraq+1

قوانين ما بعد 2010 ذات الصلة بشكلٍ غير مباشر

قانون وزارة الخارجية يُبقي نفاذ «نظام وزارة الخارجية رقم 31 لسنة 1976» لحين صدور ما يلغيه، ويجيز للوزير إصدار تعليمات لتنفيذ القانون؛ ما يمنح «المراسم» مساحة تنظيمية لسلوك البعثات. لا يتضمن حظراً صريحاً على مقابلة قادة أحزاب، لكنه يرسّخ مرجعية الوزارة في تنظيم الاتصال الرسمي والغاية منه وهل يندرج ضمن الاجراءات البروتوكولية الطبيعية ام لا. Ministry of Foreign Affairs of Iraq

منظومة الانتخابات العراقية ووفق (قانون/تعليمات المفوضية) تنظّم الدعاية والتمويل والمراقبة، ولا تُجرّم لقاء دبلوماسيين بحد ذاته؛ لكنها تُعنى بمنع التأثير غير المشروع على عملية الاقتراع من خلال منح امتيازات لعل منها الضغوط السياسية الخارجية على الواقع الوطني عبر تاييد السفارات الاجنبية لبعض المرشحين او قادة الاحزاب. Ministry of Justice العراقEuropean Parliament

الرسائل المحتملة التي تريدها السفارات الأجنبية للجمهور العراقي

.ان هذه الرسائل تنص على، «لدينا شركاء مفضّلون»: حتى دون تصريحٍ حكومي. نمارس بروتوكول «نضغط لتحقيق التسويات»: أحياناً تُستخدم الزيارات كأداةٍ لحثّ خصوم محليين على مرونةٍ تفاوضية. «اختبار ردّ الفعل» قياس حساسية الشارع والسلطات لأي ظهورٍ علني مع شخصياتٍ متنافسة قبل إدخال رسائلٍ أشد وضوحاً.

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page