top of page

في العراق… لا أحد يستقيل، حتى الخطيئة تبقى في منصبها!

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 20 يوليو
  • 1 دقيقة قراءة
اشرف من ساستنا!
اشرف من ساستنا!

بارومتر العراق/ ضياء ثابت-

في بلاد تُعدّ فيها الكارثة “وجهة نظر”، والفضيحة “زوبعة إعلامية”، والفشل “خبرة تراكمية”… تصبح الاستقالة نوعًا من أنواع الخيانة الوطنية!

رئيس شركة “استَرنومرز” العالمية ظهر قبل يومين معانقا موظفة في شركته فاستقال. نعم، استقال لأنه – كما قال – شعر أنه لم يَعد قدوة، وأن عليه أن يحترم نفسه قبل أن يحترم الآخرين. أما في العراق؟ فلدينا من خان البلد، ثم خنقه، وذبحه، وسرقه، وركله… وما زال يشغل منصبًا، ويتحدث عن “الوطنية”.

في العراق، لا يُستقيل المسؤول إذا قتل، ولا يُحاسب إذا خان، ولا يُعفى إذا سرق. بل يُكرم، ويُعاد تدويره وان كان منتهي الصلاحية، وتُعاد تسميته: “صاحب خبرة”، أو “رجل المرحلة”، أو “قائد الضرورة (المؤقتة الدائمة)”.

في العراق، لو قُصفت مدينة بالكامل، أو احترقت مستشفى بمن فيها، أو تسرب النفط والدم معًا، او ادخل داعش ليقتلوا الأبرياء، تجد هذا المدعو (مسؤول) يخرج علينا بنبرة باردة كصحفيّ ميداني ليقول: “نحن نتابع”، ثم يذهب في اليوم التالي لافتتاح نافورة في إحدى الحدائق العامة، وتزفه الفضائيات كـ”قائد استثنائي لا مثيل له”.

الاستقالة؟ لا وجود لها في القاموس العراقي. هي مؤامرة غربية، خيانة للعشيرة، خروج عن الطائفة، وكفر بالكرسي الذي نُقسم عليه بالقرآن.

والأدهى؟ أن الناس – لا تغضب، لا تحاسب، بل نعود لننتخبهم، ويرفعون صورهم، ويمدحون خطبهم، ثم بعد حين يلعنونهم في منشورات فيسبوك.

من الذي أعادهم؟ من الذي صفق لهم؟ من الذي انتخبهم؟

نحن، نعم نحن… نعيدهم، ربما لأننا فقدنا القدرة على الغضب، أو لأننا استبدلنا الكرامة بـ”الكيف السياسي”، أو لأننا اكتشفنا متأخرين أن الديموقراطية، في بلادنا، لعبة كراسي بلا استقالة.

في بلاد تُصفق فيها الجماهير لجلادها، تصبح الاستقالة بعد الخطأ امراً عبثي لا طائل منه.

انتهى.

 
 

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page