كيف خسر شيوخ العشائر وزنهم في انتخابات برلمان العراق 2025؟
- KDTS

- 15 نوفمبر
- 3 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ كتب ضياء ثابت
من اللافت للنظر في الانتخابات النيابية الأخيرة بالعراق، تراجع نفوذ رئاسات العشائر التقليدية، بالرغم من الثقل الاجتماعي الكبير الذي تمثله هذه العشائر.
حيث خسر اكثر من ٣٥ شيخ عام عشيرة في المحافظات العراقية ولم يتخطوا عتبة الوصول الانتخابية في ظاهرة هي الابرز في سياق ميول الناخبين. ويمكن تحليل أسباب خسارة هذه الرياسات العشائرية المعروفة في العراق بناءً على عدة عوامل متداخلة، بعضها مرتبط بالتغيرات في طبيعة العملية الانتخابية وبعضها بالتغيرات في الوعي الشعبي ودور العشيرة نفسه. ولعل أبرز أسباب خسارة شيوخ العشائر في الانتخابات كان التغير في قانون الانتخابات ونظامه الذي أغفلته الاحزاب وهولاء الشيوخ انفسهم والذي يضعف المرشحين الذين يعتمدون على الامتداد الجغرافي الواسع للعشيرة، ويقوي المرشحين الذين لديهم نفوذ محدد ومكثف في دائرة انتخابية صغيرة.
ومن الأسباب الأخرى ان التهافت الكبير بين ابناء العشيرة الواحدة وشخصياتها مع ضعف مركزية الشيوخ العموم بسبب التشظي العشائري قاد إلى تفتيت الأصوات العشائرية.
قد يترشح أكثر من شخص من نفس العشيرة (أو عشائر متقاربة)، مما يؤدي إلى تشتيت أصوات العشيرة الكبيرة بين عدة مرشحين وخسارة الجميع. ناهيك عن ان التعالي لدى عموم شيوخ العشائر أدى إلى بروز طبقات متعددة من المشايخ الفرعيين الذين انخرطوا دون تكلف بمساعدة ابناء العشائر فيما يبقى الشيخ العام في صومعته ينتظر الاجراءات الرسمية المكلفة ليحضر فصلا عشائريا لعشيرته او مناسبة ما.
أصبحت هنالك طبقة مخملية من شيوخ العشائر العموم الذين دللتهم الطبقة السياسية وأغدقت عليهم لتكسب زخمهم، لكنها واقعا أبعدتهم عن جذورهم الشعبية وتسببت بان يتحول هؤلاء إلى طبقة أمراء غير مؤثرة حالهم حال نبلاء أوربا قبل الثورة الفرنسية التي غيرت أوربا إلى غير رجعة.
يمكن ان ناخذ بنظر الاعتبار ان التصويت ضد الوجوه التقليدية بعد حراك تشرين 2019، اظهر نضجا نسبيا لدى الناخب العراقي، خصوصاً الشباب، حيث مال الناخبون لانتخاب "الأكفأ ومن يقدم خدمة" ورفض الوجوه التي ترتكز في خطابها على الماضي والوجاهة الاجتماعية فقط، دون تقديم برامج وخدمات ملموسة.
ومما لاشك فيه ان النفور من السياسة التقليدية، مع ربط الكثير من الناخبين الزعامات التقليدية (بما في ذلك شيوخ العشائر الذين دخلوا المعترك السياسي) بمنظومة المحاصصة والفساد والزبائنية التي تحكم النظام السياسي، مما ولّد ما يُعرف بـ "التصويت العقابي" ضد هذه الشخصيات.
ان تراجع "الولاء المطلق" للشيخ مع تعدد الانتماءات الحزبية داخل العشيرة لا يجعل العشيرة كتلة تصويتية موحدة بالكامل. حيث أصبح لأفراد العشيرة ولاءات سياسية وحزبية متعددة، مما يعني أن قرار شيخ العشيرة بدعم مرشح معين لم يعد ملزماً أو مؤثراً كما كان في السابق.
ولا ننسى ان ظهور "المنافسين" من داخل العشيرة يظهر أحياناً تمرد نسبي أو منافسة من أفراد آخرين من نفس العشيرة يترشحون بكتل سياسية مغايرة، مما يضعف جبهة شيخ العموم إذا ما رشح للانتخابات.
ومن العوامل الأخرى التي قادت لخسارة هذه الفئة هو ان ثلثي الناخبين في العراق تقريبا، ينظرون إلى جانب مهم مرتبط بالأداء الخدمي والارتباط بالجمهور، والغياب عن الساحة الخدمية لبعض المرشحين، بمن فيهم الشيوخ، وظهورهم فقط في مواسم الانتخابات دون أن تكون لهم إنجازات خدمية أو تفاعل دائم مع قضايا الطبقة الشعبية المتوسطة والفقيرة.
واخيراً في سياق تحليل هذه الظاهرة فإن الخوف من تغول العشيرة وتملكها النفوذ السياسي إضافة إلى الاجتماعي مع ظواهر سلبية رافقت الفصول والدكة والقضوة العشائرية ولدت رعبا لدى الناخبين وقادت بشكل واعٍ او غير واعٍ إلى ردة فعل انتقامية لعدم انتخابهم.
ان خسارة هذه القامات العشائرية (كما ورد في القائمة ادناه) هو مؤشر على أن الزعامة الاجتماعية (العشائرية) لم تعد كافية لوحدها للنجاح في الانتخابات البرلمانية.
لقد تراجع دور العشيرة من مُحرّك أساسي ووحيد في الحشد الانتخابي إلى عامل مساعد يضاف إلى عوامل أخرى باتت أكثر حيوية للنجاح، مثل البرنامج السياسي القوي، الأداء الخدمي الملموس، الابتعاد عن وصمة الفساد، واستغلال النظام الانتخابي الجديد بكفاءة.
ادناه انموذجا عن الخاسرين من مشايخ العشائر:
شيخ مشايخ شمّر عبد الله الياور.
شيخ مشايخ العبيد وصفي العاصي.
شيخ مشايخ الأگرع محمد الشعلان.
شيخ مشايخ جبور مهدي منفي الدبي.
شيخ مشايخ آل إزيرج حيدر محمد چثير.
شيخ مشايخ بني تميم مزاحم الكنعان.
شيخ مشايخ العزة عامر حبيب الخيزران.
شيخ مشايخ السودان محمد الصيهود.
شيخ مشايخ بني مالك ضرغام المالكي.
شيخ مشايخ عتاب حاتم رياض العتابي.
شيخ مشايخ الجنابيين عدنان الجنابي.
شيخ عشيرة البو طيف أحمد الفوّاز الوطيفي
شيخ عشيرة العزة في بابل علي بدر عبيد الردام.
شيخ عشيرة جميلة العام ستار مشحن
شيخ مشايخ مياح العام
شيخ مشايخ الدبات العام
شيخ مشايخ الخزاعل العام
شيخ مشايخ البوبدر العام
شيخ مشايخ بني لام العام
الشيخ رعد الجبوري
الشيخ اسعد المسلماوي
وثائر آل كتاب وآخرون.
انتهى.





