مؤتمر السليمانية… ديمقراطية للتصدير أم مسرحية للاستهلاك؟
- KDTS
- قبل 5 أيام
- 1 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ كتب علي الكاشف-
انطلقت في السليمانية أعمال ما سُمّي بـ مؤتمر التحالف الديمقراطي في العالم العربي، برعاية الاتحاد الوطني الكردستاني. العنوان يبدو برّاقًا، والكلمات الافتتاحية تُسكر سامعها بشعارات العدالة الاجتماعية والحرية والتوزيع العادل للثروة. لكن الحقيقة التي يعرفها القاصي والداني أنّ هذه الكلمات ليست سوى ورق تغليف فاخر لمحتوى فارغ.
ففي إقليم كردستان، حيث ينعقد هذا المؤتمر “الديمقراطي”، السلطة لم تغادر قبضتي عائلتين منذ عقود، تتناوبان الحكم بالوراثة لا بالصندوق، وتقصيان كل خصم سياسي حقيقي. آخر الأحداث في السليمانية – اعتقالات ومواجهات – تكشف أن الحرية السياسية لا مكان لها، وقبلها في أربيل حيث الحراك السياسي قُمِع بالقوة والاعتقالات. فكيف يمكن لمن يمنع الحرية في مدينته أن يخرج ليُدرّس الديمقراطية للعالم العربي؟
أما العالم العربي الذي يُراد “توحيد ديمقراطييه”، فمجرّد ذكر كلمة الديمقراطية فيه يثير السخرية. دول تعيش تحت أنظمة شمولية وأخرى في حروب أهلية وثالثة في فساد مزمن. فأي تحالف ديمقراطي يُبنى على أرضية خالية من الديمقراطية أساسًا؟
الحقيقة أن ما جرى في السليمانية ليس سوى عرض سياسي للاستهلاك الإعلامي. محاولة لإعادة تلميع وجوه محلية فقدت رصيدها الداخلي، عبر شعارات كبرى عن العدالة الاجتماعية و”الوسطية السياسية”، بينما المواطن الكردي مازال مستغلا بعنوان القومية الكردي ويقبع تحت وطأة الفقر والتسلط والديكتاتورية.
باختصار، المؤتمر لا يؤسس لتحالف ديمقراطي، بل يؤكد أن الديمقراطية في منطقتنا تحولت إلى سلعة للتصدير والشعارات، بينما الداخل يختنق بالاستبداد والفساد والتوريث السياسي.
انتهى!