مسرور بارزاني يعرض تسليم نفط الإقليم مقابل الرواتب… هل بدأ تنفيذ سيناريو “الابتزاز السياسي”؟
- KDTS
- 20 يوليو
- 2 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ فريق المتابعة -
في تصريح يبدو في ظاهره تصالحيًا، أعلن رئيس حكومة إقليم كردستان العراق، مسرور بارزاني، استعداد الإقليم لتسليم واردات النفط إلى الحكومة الاتحادية مقابل التزام بغداد بدفع رواتب موظفي الإقليم. غير أن خلف هذا التصريح، تقف مجموعة من الأحداث والتداعيات التي تطرح تساؤلات خطيرة حول التوقيت والأهداف الحقيقية.
فخلال الأسابيع الماضية، تعرضت آبار ومواقع نفطية في الإقليم لهجمات ممنهجة بطائرات مسيّرة، أوقفت الإنتاج بشكل شبه كامل، وتسببت بأضرار كبيرة لشركات أجنبية عاملة في الإقليم، ما دفع بعضها للتفكير في مغادرة العراق نهائيًا. هذه الهجمات، التي رُوّج لها كرديًا على أنها نفذتها “ميليشيات شيعية”، أسهمت في تهييج الرأي العام ضد قوات الحشد الشعبي، ووضعت الحكومة المركزية في موقف العاجز عن حماية أحد أهم مصادر الثروة في البلاد.
لكن المتابعين يرون في المشهد أكثر من مجرد تصعيد أمني. فهناك من يقرأ الأمر على أنه جزء من لعبة سياسية متقنة، هدفها خلط الأوراق قبل الانتخابات المرتقبة. إذ يُرجّح أن الإقليم قد يكون ضالعًا - بشكل مباشر أو غير مباشر - في افتعال هذه الأزمة الأمنية والاقتصادية، من أجل تسويق نفسه كضحية للإرهاب، وكشريك متعاون يعرض الحل مقابل الثمن.
والثمن هنا واضح، إلا وهو تسليم بغداد منشآت نفطية مدمرة، مع تحميلها مسؤولية الخسائر، وفي الوقت نفسه، استلام الرواتب والمستحقات المالية دون تقديم إنتاج فعلي من النفط. أما الأهم، فهو تحضير الأرضية لصفقة سياسية مرتقبة، يُتوقع أن يُعرض فيها على القوى الشيعية “مقايضة” جديدة؛ التنازل عن واردات الإقليم النفطية، كما جرى في اتفاقات سابقة، مقابل دعم مرشح شيعي لرئاسة الوزراء.
بهذا، تكون حكومة الإقليم قد لعبت على أكثر من وتر، ابتزاز الحكومة الاتحادية ماليًا، وإحراجها إعلاميًا، وإضعافها أمنيًا، وتهيئة المسرح السياسي لمفاوضات ما بعد الانتخابات بشروط أفضل.
إن هذه المناورة تساهم كذلك في دعم الرواية الأمريكية والإسرائيلية ضد “محور المقاومة”، من خلال الإيحاء بأن المليشيات الموالية لمحور المقاومة مسؤولة عن ضرب الاستقرار النفطي في البلاد، وهو ما يمنح واشنطن وتل أبيب مادة دعائية جديدة في حملاتهما المتواصلة ضد العراق والمنطقة.
فهل نحن أمام أزمة عابرة، أم خطوة في لعبة أكبر تُدار من خلف الستار؟ وهل ستسقط الحكومة المركزية في الفخ مرة أخرى، وتقبل بتكرار سيناريو التسليم مقابل الصمت؟
انتهى.