top of page

مسعود برزاني يلعب بورقة محروقة!

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 9 سبتمبر
  • 2 دقيقة قراءة
ورقة بارزاني المحروقة
ورقة بارزاني المحروقة

بارومتر العراق/ كتب خالد الهركي-

من جديد، يعود مسعود برزاني، عميد العائلة الحاكمة في أربيل، ليشهر ورقته التقليدية في مواجهة بغداد، ملوّحاً بالانسحاب من العملية السياسية وطارحاً شروطاً تعجيزية على الحكومة العراقية. تصريحات الرجل لم تأتِ من فراغ، بل جاءت مباشرة بعد عودته من فرنسا، حيث جرى الاحتفاء بقوات بمليشيا البيشمركة الكردية في أجواء احتفالية حملت أكثر من رسالة سياسية. ويبدو أن الدعم الأوروبي، أو على الأقل الفرنسي، لا يزال يتناثر على مشروعه الكردي الذي توقّف منذ أن أسقط حيدر العبادي رهاناته ما بين 2014 – 2018، حين أُجبر على التراجع والانكفاء نحو دائرة التقاعد السياسي.

لكن برزاني، بمهارته التقليدية في تدوير الأزمات، يعود اليوم إلى لعبته القديمة: تحريك المشاعر القومية الكردية قبيل كل استحقاق انتخابي. إنها الورقة ذاتها التي استخدمها منذ عام 2010، يلوّح بها مع كل دورة انتخابية ليشدّ الجمهور الكردي إلى جانبه، في محاولة لصرف أنظارهم عن الأزمات الداخلية التي تعصف بإقليم كردستان، من الفقر والبطالة إلى تهدد نفوذ العائلتين الحاكمتين، البارزاني في أربيل والطالباني في السليمانية.

المفارقة أن هذه التصريحات “النارية” لم تعد تحمل ذات الوقع السابق. فالمشهد الكردي اليوم لم يعد كما كان قبل عقد من الزمن. أدوات القمع تراجعت، ومقاييس القوة السياسية والعسكرية الكردية تهاوت، ولم يعد بالإمكان الاستمرار بالرقص على حبال التهديد والانفصال كما في السابق. لقد خبر العراقيون، والكرد قبل غيرهم، أن هذه الأوراق لم تجلب سوى الخيبات، وأنها مجرد أدوات انتخابية أكثر من كونها مشاريع سياسية حقيقية.

في النهاية، يظهر بوضوح أن ما يفعله برزاني لا يعدو أن يكون جزءاً من مسرحية مكررة اعتاد الجمهور مشاهدتها، تصريحات صاخبة، تهديدات بالانسحاب، ثم العودة إلى طاولة التفاوض لنيل المزيد من المكاسب الخاصة. وبين هذا وذاك، يبقى المواطن الكردي، المرهق بالفقر والحرمان، ضحية لعبة سياسية تديرها عائلتان تستأثران بالسلطة خارج أي سياق ديمقراطي حقيقي.

إنها دبكة كردية قديمة، لكنها تُقدَّم اليوم بموسيقى جديدة، في وقت لم يعد فيه الجمهور العراقي عموماً، والكردي خصوصاً، مخدوعاً بالشعارات ذاتها.

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page