هل يعلم ترامب ان الجريمة في واشنطن اربعة أضعاف ونصف عن بغداد

بارومتر العراق/ كتب ضياء ثابت-

آثار ترامب الجدل اليوم بتصريحه الذي قارن فيه بين واشنطن وبغداد من حيث معدلات الجريمة، بعدما ادعى أن معدل الجريمة في العاصمة الأمريكية، واشنطن، "ضعف" نظيره في العاصمة العراقية، بغداد. وصف ترامب الوضع الأمني في المدن الأمريكية بأنه "لا يُحتمل"، مدعيًا أن بغداد أصبحت اليوم "أكثر أمانًا" من واشنطن.

مقارنة معطيات واقعية

ومع ذلك، تناقض تصريحات ترامب البيانات الدولية التي تشير إلى العكس. فوفقاً لتقارير الأمم المتحدة منظمة مكافحة المخدرات والجريمة، يبلغ معدل القتل في واشنطن حوالي 21.3 حالة لكل 100,000 نسمة في الاعوام 2023-2024 بالمقابل تشير التقديرات إلى أن معدل القتل في بغداد يتراوح بين 4 و5 حالات لكل 100,000 نسمة خلال نفس الفترة.

بناءً على هذه الأرقام، يتضح أن معدل القتل في واشنطن أعلى بأكثر من أربعة أضعاف مقارنة ببغداد. على الرغم من أن مؤشر الجريمة في بعض المنصات يصنف واشنطن ضمن "المدن عالية الجريمة"، إلا أن بغداد لا تزال بعيدة عن أن تكون ضمن المدن العشر الأولى عالميًا في الجريمة.

استخدام بغداد كرمز

تأتي تصريحات ترامب في سياق استخدام اسم بغداد كرمز للعنف والفوضى، وهو خطاب شائع في الغرب منذ سنوات بسبب موشر الجريمة والامان للمدن الذي ياخذ تصريحات وزارة الداخلية العراقية التي تعلن يوميا عن القبض على مجرمين وقتلة بدافع الإشارة إلى جهدها، لكنها لا تعي أن العالم ياخذ الأرقام ويضعها بجداول وتصنيفات دولية.

ومع ذلك، شهدت بغداد تحسنًا أمنيًا كبيرًا بعد هزيمة تنظيم داعش في عام 2017، مما أدى إلى انخفاض حاد في الهجمات الإرهابية. رغم وجود تحديات أمنية مستمرة في العراق مثل الجريمة المنظمة والفساد، إلا أن الجريمة العشوائية في الشوارع لا تصل إلى المستويات التي يصورها الخطاب السياسي الغربي أحيانًا.

ومن المتعارف عليه غربيا أن استخدام أسماء المدن مثل بغداد وغيرها، يأتي بمثابة"أداة لتخويف الناخبين"، في حين أن الواقع يظهر أن "الكثير من المدن الأمريكية أكثر دموية" ورعبا من بغداد. ومنذ ان صرح ترامب اليوم صدرت ردود فعل متباينة على وسائل التواصل الاجتماعي، وانتشر وسم #BaghdadIsSafer، مرفقًا بمقارنات بين لقطات من شوارع المدينتين.

لكن تبقى الحقيقة أن ترامب استخدم المقارنة لتسليط الضوء على أزمة الجريمة الحقيقية في المدن الأمريكية، لكن المقارنة مع بغداد تعتبر مبالغة غير دقيقة من الناحية الإحصائية، وتشير إلى أن البيانات يجب أن تكون أساس المقارنات، لا الصور النمطية.

انتهى.