top of page

واشنطن تطلق مستوى التحذير ٤ في العراق!

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 12 يونيو
  • 2 دقيقة قراءة
ree

بارومتر العراق / (تقارير إخبارية وإفادة رسمية من وزارة الخارجية الأمريكية)

يشهد الوضع الأمني في العراق تصعيداً غير مسبوق، مع تقليص واشنطن عدد موظفي سفارتها في بغداد، في خطوة فسرها مراقبون على أنها استجابة مباشرة لتفاقم التوترات الإقليمية المرتبطة بالملف الإيراني الحساس. وبينما تشير التصريحات الرسمية إلى أن الإجلاء هو إجراء احترازي يعزى إلى "تهديدات أمنية غير محددة"، جاء إشعار السفر الصادر عن وزارة الخارجية الأمريكية بتاريخ 11 يونيو 2025 ليرسم صورة قاتمة للوضع، مؤكداً أمر مغادرة الموظفين الحكوميين الأمريكيين غير الأساسيين من العراق بسبب "التوترات الإقليمية المتصاعدة".

وقد رفع الإشعار الأمريكي مستوى التحذير إلى "المستوى 4: لا تسافر"، وهو أعلى مستوى، مشدداً على أن المواطنين الأمريكيين في العراق يواجهون مخاطر عالية، بما في ذلك العنف والخطف. وأوضح التحذير أن "جماعات إرهابية ومتمردة تهاجم بانتظام قوات الأمن العراقية والمدنيين"، وأن "الميليشيات المعادية للولايات المتحدة تهدد المواطنين الأمريكيين والشركات الدولية". كما أشار إلى وقوع هجمات باستخدام العبوات الناسفة، والنيران غير المباشرة، والطائرات المسيرة في مناطق عديدة، بما في ذلك المدن الكبرى.

يأتي هذا التصعيد في ظل قلق أمريكي متزايد من رد فعل إيراني محتمل، لا سيما في سيناريوهين حاسمين: الأول، فشل المفاوضات النووية الجارية، والتي تشهد تعثراً ملحوظاً وتزداد التكهنات حول مصيرها. والثاني، والأكثر خطورة، قيام إسرائيل بعمل عسكري وشيك ضد المنشآت النووية الإيرانية، وهو ما يثير شبح حرب إقليمية قد تتجاوز حدود الدول المعنية.

يرى محللون سياسيون أن الانسحاب الدبلوماسي الأمريكي من بغداد، والذي تؤكده الإفادة الرسمية الأخيرة، لا يمكن فصله عن التداعيات المحتملة لأي من هذين السيناريوهين. فالعراق، بحكم قربه الجغرافي وتشابك مصالحه مع كل من إيران والولايات المتحدة، يصبح ساحة محتملة لأي تصعيد عسكري. وقد ألمحت تقارير متعددة إلى أن الميليشيات الموالية لإيران في العراق قد تُستخدم كأداة للرد على أي ضربة إسرائيلية أو ضغط أمريكي مكثف، وهو ما يتطابق مع تحذيرات وزارة الخارجية الأمريكية من "الميليشيات المعادية للولايات المتحدة" و "الهجمات التي تستخدم الطائرات المسيرة".

وتعكس الإجراءات المتخذة حالة تأهب قصوى وتحسباً لأي تصعيد محتمل، حيث يوضح إشعار السفر أن موظفي الحكومة الأمريكية في بغداد "يُحظر عليهم استخدام مطار بغداد الدولي" بسبب المخاوف الأمنية، في خطوة غير معتادة تشير إلى حجم التهديد. كما أن إشارة الإشعار إلى "تحذيرات إدارة الطيران الفيدرالية (FAA)" بشأن مخاطر الطيران المدني تعزز هذا التقييم الجاد للمخاطر المحيطة بالبلاد.

يذكر أن الولايات المتحدة سبق وأن حذرت من أن أي هجمات تستهدف قواتها أو مصالحها في العراق ستواجه برد حاسم. ومع ذلك، فإن الوضع الحالي يتجاوز مجرد التهديدات المعتادة، ليصبح مؤشراً على مرحلة جديدة من التصعيد حيث تتقاطع الخطوط الحمراء وتزداد فرص سوء التقدير.

وفي ظل هذه الأجواء المشحونة، والتي تدفع وزارة الخارجية الأمريكية إلى مطالبة المواطنين الأمريكيين بـ "عدم السفر إلى العراق لأي سبب كان"، تبقى الأنظار متجهة نحو فيينا، حيث تتواصل المفاوضات النووية بصعوبة بالغة. علما ان أي انهيار لتلك المفاوضات قد يدفع المنطقة إلى المجهول، ويزيد من احتمالية انزلاقها إلى مواجهة عسكرية مفتوحة. ومع استمرار تلويح إسرائيل بالخيار العسكري، يبدو أن المنطقة برمتها تقف على أعتاب مرحلة حرجة، حيث قد تكون العواقب وخيمة ومدمرة على الجميع.

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page