top of page

عدنان درجال من نكسة الملاعب إلى انحدار السلوك

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 7 يونيو
  • 2 دقيقة قراءة
عدنان يعتدي على الصحفيين
عدنان يعتدي على الصحفيين

بارومتر العراق/ ابو ضي

في سابقة مؤسفة تعكس تدهورًا خطيرًا في إدارة ملف كرة القدم العراقية، عاد اسم عدنان درجال إلى الواجهة، ليس بإنجاز رياضي أو خطة نهوض حقيقية، بل بمشهد فاضح يكشف عمق الأزمة التي تعانيها الكرة العراقية: ضرب صحفيين عقب خسارة المنتخب الوطني أمام كوريا الجنوبية، وكأن الإخفاقات الرياضية وحدها لا تكفي، لتكتمل الصورة بسلوك هستيري يتنافى مع أبسط مبادئ اللياقة والمسؤولية.


منذ أن تسلم درجال دفة القيادة في اتحاد الكرة، لم تشهد الكرة العراقية نقلة نوعية توازي الطموحات الشعبية. بل على العكس، تراكمت الإخفاقات، وتعددت الانتكاسات، في ظل غياب أي مشروع واضح لإصلاح البنية الكروية المتهالكة. وإذا كان الأداء الرياضي في الميدان مخيبًا، فإن سلوك رئيس الاتحاد بات أكثر خيبة، وأكثر خطرًا، لأنه يعكس طبيعة قيادة لا تحتمل النقد، ولا تحترم الرأي الآخر، ولا تدرك أن منصبها تكليف وليس تشريفًا.


حادثة التهجم على الصحفيين بعد الخسارة الأخيرة ليست سوى القشة التي قصمت ظهر البعير. إنها ليست تصرفًا عابرًا تحت تأثير الغضب، بل امتداد لسلسلة من التصرفات والانفعالات التي باتت سمة ملازمة لدرجال في علاقاته مع الإعلاميين، ومع كوادر الاتحاد، بل وحتى مع الجمهور. شخص وصل إلى موقع حساس، دون أن يملك من أدوات القيادة ما يؤهله للتعامل مع الضغوطات، ولا من الرؤية ما يؤهله لإصلاح واقع متدهور.


ولعلّ الأخطر في كل هذا هو إصرار عدنان درجال على البقاء في منصبه، وكأن الكرة العراقية رهينة لرغباته الشخصية، أو كأن المنصب ميراث لا يمكن التنازل عنه مهما بلغت درجات الفشل. هذا التمسك لا ينبع من ثقة في مشروع، بل من نزعة سلطوية لا ترى في النقد سوى تهديدًا، ولا تقبل بوجود بديل أكثر كفاءة.


أمام هذا المشهد العبثي، لا بد من وقفة وطنية حقيقية. كرة القدم ليست ملكًا لأشخاص، بل قضية وطنية تمس شريحة واسعة من العراقيين، وتعبّر عن صورة البلد في الخارج. استمرار شخص أثبت فشله في إدارة الملف، وانحدر سلوكه إلى مستويات غير مقبولة، هو إهانة للعقل العراقي، واستخفاف بمكانة الرياضة كأداة للتلاحم والهوية.


إننا لا ننتقد عدنان درجال كشخص، بل كمنظومة فاشلة باتت تجسّد كل ما لا نريده في إدارتنا الرياضية: غياب الرؤية، ضعف النتائج، التوتر الدائم، وانعدام الاحترام للمؤسسات الإعلامية والرياضية. حان الوقت لأن يقول الشارع كلمته، وأن تعلو الأصوات المطالبة بالإصلاح الجذري، بدءًا من رأس الهرم، قبل أن تنهار المؤسسة الكروية بالكامل تحت وطأة الغضب الشعبي والفشل المتراكم.


عدنان درجال لم يعد يمثل أملاً للكرة العراقية، بل عبئًا عليها. ومع كل نكسة جديدة، ومع كل تصرف انفعالي لا يليق بمسؤول، يتأكد العراقيون أن التغيير بات واجبًا، لا خيارًا. فمن لا يحترم العقل العراقي، لا يستحق أن يكون في موقع صُنع قراره الرياضي.

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page