العراق وحماية الطفولة دعايات ام ترويج ممول!
- KDTS
- 8 أغسطس
- 2 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ كتب نزار العلي-
في اي تقاطع طريق، او ساحة عامة تجد علامة فارقة، الاطفال، يهجمون على السيارات لبيع قناني الماء أو تنظيف الزجاج مقابل بضع دنانير، او التسول، في وقتٍ أعلن فيه رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني بفخر أن “العراق يرفع من التقرير الأممي لحماية الأطفال”!، في خطوة وصفها مراقبون بأنها دعائية أكثر من كونها إصلاحية.
تفيد تقارير ميدانية وشهادات الأهالي بأن عمالة الأطفال تجاوزت مرحلة الظاهرة وأصبحت أمرًا معتادًا في الأسواق والشوارع وحتى الورش الصناعية. الأطفال يعملون في بيئات خطرة، لا تتناسب مع أعمارهم، يتعرضون خلالها للاستغلال الجسدي واللفظي، دون رادع قانوني فعّال.

تشير تقديرات وزارة التربية العراقية إلى أن نسب التسرب من المدارس في بعض المحافظات، خصوصًا في أطراف العاصمة والمناطق الريفية، وصلت إلى مستويات غير مسبوقة، وسط ضعف الإمكانيات التعليمية، وفقر العائلات، وغياب الرؤية الوطنية لحماية الحق في التعليم.
تعلن وزارة الداخلية العراقية في تقارير رسمية ارتفاع حالات الابتزاز الإلكتروني الذي يستهدف القُصّر، فضلًا عن توثيق عدد من حالات الاتجار بالأطفال لأغراض التسوّل والتسويق الإجرامي وحتى الاعتداءات الجنسية، في ظل ضعف الرقابة المجتمعية وتفكك بنية الحماية الأسرية.

ولا تزال مشكلة الأطفال غير المسجلين رسميًا في دوائر الأحوال المدنية قائمة، خصوصًا في المناطق التي تأثرت بالحرب ضد داعش، حيث حُرم آلاف الأطفال من الوثائق القانونية التي تضمن لهم الرعاية الصحية والتعليم.
تصريح السوداني جاء متزامنًا مع إعلانات إعلامية ممولة تروّج لتحسن مؤشرات الطفولة، في وقتٍ يُعتقد أن الحكومة العراقية أبرمت تفاهمًا غير معلن مع منظمة اليونيسف لتقديم صورة محسّنة عن العراق في تقاريرها الدورية للأمم المتحدة، مقابل دعم برامج إعلامية وسياسية تروّج لإصلاحات حكومية غير ملموسة على الأرض.
ورغم عدم وجود دليل معلن على هذه “الصفقة”، فإن التناقض بين التقارير الرسمية والواقع المعاش يثير تساؤلات حقيقية حول مصداقية التقارير التي تم رفعها للأمم المتحدة، ومدى تمثيلها لحقيقة أوضاع الطفولة في العراق.
في بلد يُفترض أن يضع الأطفال في أولويات المستقبل، نجدهم في الخطوط الخلفية للمجتمع، ضحايا الفقر والإهمال والتقصير المؤسساتي. وبينما تتحدث الحكومة عن تقارير دولية مشرّفة، تتحدث شوارع العراق عن جراح صامتة لأطفال لا أحد يسمع صوتهم.

انتهى.