الكسب الانتخابي والمفتاح الذهبي في قانون سانت ليغو
- KDTS
- 9 أغسطس
- 3 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ كتب ضياء ثابت خبير اليونسكو-
لايمكن في سباقات الانتخابات الاعتماد على تجميع الحشود، وتعليق اللافتات، وبث الشعارات، وإنتاج الافلام الترويجية فقط، فهذه وحدها عوامل مساعدة ومهمة لكنها لاتحسم النتيجة؛ بل إن الفهم الدقيق للمعادلات الرياضية التي تحكم توزيع المقاعد هو السلاح الأكثر تأثيرًا في يد اللاعب الانتخابي المحترف.
فقانون سانت ليغو المعدّل، بصيغته المعتمدة سواء بقاسم 1.7 أو 1.9، هو الذي يوزّع المقاعد على أساس حصص الكيانات الانتخابية وفق طريقة القواسم المتتالية على العناصر (1.7، 3، 5، 7…) بدلاً من القسمة البسيطة على الحصة الانتخابية.
معادلة الكسب الانتخابي
هنالك معادلات اساسية تربط بين جهد الكسب الانتخابي وبين الحسابات الصحيحة يطلقون عليها (معادلات المفتاح الذهبي)، مفادها أن الفوز بالمقعد لا يتطلب دائمًا بلوغ كامل “الرقم المؤهل” لنيل (الحصة الانتخابية الكاملة)، بل يمكن – عبر قراءة دقيقة لنسب التصويت في الدائرة الانتخابية – تحقيق مكسب بالسالب، أي أن يحصل المرشح أو القائمة على أقل من الحصة الكاملة للمقعد بنسبة تصل أحيانًا إلى 80% فقط من الرقم المؤهل، ومع ذلك يحصل على المقعد.
كيف يحدث ذلك؟
في بعض جولات القسمة، تكون أصواتك في مرتبة أعلى من خصمك حتى لو كانت أقل من الحصة الكاملة، لأن خصمك قد استهلك أصواته في حصص مقاعد سابقة أو وزّعها على مرشحين آخرين داخل القائمة.
فتاتي النتيجة بان تفوز بالمقعد بفارق حسابي بسيط، بينما يخسر خصمك المقعد رغم أنه جمع عدد أصوات قريب أو مساوٍ او اكثر بقليل منك، لأن توزيع القواسم لم يخدمه في تلك الجولة.
خسارة الخصم = مكسب لك!
عندما تتقن قراءة الخارطة العددية للأصوات في دائرتك، وانتشار خصومك فيها، يمكنك توجيه حملتك بحيث تقدّر بدقة نسب اصوات الخصوم، وتعرف متى سينخفض quotient الخاص بهم تحت مستواك. وحتى في نفس القائمة التي تضمك لابد أن تحسب منافسيك فيها، وتستهدف الوصول إلى الحد الأدنى الذي يضمن تفوقك في الجولة الحاسمة، حتى لو كان هذا الحد أدنى من الرقم المؤهل الكامل للمقعد.
ومع أن الحظوظ تكون اكثر بكثير مع المنافسين من كيانات اخرى في دائرة واحدة، فان معدل الاستفادة من الفارق السلبي لدى الخصم، يحول الأصوات التي لم تكفه للفوز بالمقعد عمليًا إلى مقعد مجاني لك.
بهذه الطريقة، يمكن أن تخسر أنت وخصمك نفس النسبة تقريبًا من الرقم المؤهل (20% مثلاً)، لكنك تحصد المقعد لأنه جاءك في الترتيب وفق نظام التقسيم بسانت ليغو، بينما خصمك يخسر المقعد تمامًا. والسر يكمن في إجراءا المعادلات الخاصة التي تريك الاحتمالات الأقرب إلى منحك هذا الامتياز في سحب اصوات خصمك وان كنتما بنفس المعدل من الأصوات.
الفرصة الذهبية في سانت ليغو 1.7 أو 1.9
ان معامل 1.7 يمنح فرصًا أكبر للقوائم الصغيرة والمستقلين، لأن القاسم الأول أقل نسبيًا، ما يفتح المجال لاقتناص المقاعد بالفارق البسيط.
اما معامل 1.9، فيرفع العتبة قليلًا، ما يزيد صعوبة دخول القوائم الصغيرة، لكنه لا يلغي فرصة الكسب بالسالب، بل يجعلها أكثر اعتمادًا على دقة الحسابات المسبقة.
لو حللنا ارقام انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة او انتخابات مجالس النواب ٢٠٢١، فسنجد ان حصص القائمة الأعلى وباقي ناتج قسمتها يفوق قيمة المقعد الذي كسبه الكيان الذي يليها. وهذا الأمر جعل كبريات الكيانات الانتخابية في حيرة من امرها لان عامل الفقدان كان كبير لديها. في النهاية الانتخابات ليست فقط معركة أصوات، بل هي أيضًا معركة أرقام. اللاعب المحترف هو من يعرف كيف يحوّل أقل نسبة ممكنة من الأصوات إلى مقعد مضمون، ويجعل خصمه يخسر مقعدًا رغم تقارب الأصوات.
إنها لعبة توزيع نسبي محسوبة، حيث الذكاء الحسابي قد يساوي آلاف الأصوات على أرض الواقع. ليس هذا فحسب، بل ان ذكاء الكيانات في توزيع مرشحينهم على الدائرة وحثهم على رسم خرائط الكسب والانتشار الانتخابي وتطبيق بعض المعادلات التي ذكرناها، تكون بلا ادنى شك عوامل تدفع نحو التفوق ونيل مقعد او اكثر على حساب الكيانات الانتخابية التي تعمل بعشوائية او بروتين الكسب الانتخابي التقليدي وان كانت كبيرة ولها ثقلها.
انتهى.