بين سقوط الأمس واحتمالات اليوم
- KDTS
- قبل 3 أيام
- 1 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ كتب رائد الزيدي-
لم يسقط نظام صدام حسين فجأة، ولم يكن الاحتلال الأميركي هو السبب الوحيد لانهياره، بل إن التصدعات بدأت من الداخل منذ اللحظة التي تحوّل فيها المجتمع إلى ثكنة عسكرية محاطة بعشرات الأجهزة الأمنية المتصارعة فيما بينها. حينذاك صار العراقيون غرباء في وطنهم، ممنوعين من الكلام، مرعوبين من الهمس، وكل من يرفع رأسه يُصنَّف عدواً. النظام الذي أراد أن يحكم إلى الأبد انتهى إلى العزلة، ثم إلى السقوط المدوّي.
اليوم، وبعد أكثر من عقدين على ذلك المشهد، يبدو أن النظام السياسي القائم في العراق يسير على ذات الطريق وإن تغيّرت الشعارات والوجوه. فالأحزاب الحاكمة تعيش هاجس "الأيام الأخيرة"، وهذا ما يفسّر سلوكهم المحموم في اقتناص الغنائم وتوزيع المناصب على الأقارب والمحاسيب، دون اعتبار للكفاءة أو حاجة الدولة. القائمة الأخيرة للسفراء نموذج صارخ: أبناء وأصهار وأقارب، حتى معلّم فنية وجد مكانه بينهم وكأن المطلوب أن يرسم سياسة العراق الخارجية بالألوان المائية!
هذا المشهد ليس سوى انعكاس لشعور دفين لدى الطبقة السياسية بأن الزمن يضيق، وأن شرعية وجودهم تتآكل بسرعة، وأن الغضب الشعبي يتراكم كبرميل بارود ينتظر الشرارة. لذلك تراهم يستعجلون المكاسب، يكدّسون ما يمكنهم، وكأنهم يودّعون السلطة قبل أن يودّعهم الناس.
الدرس من سقوط الأمس ما زال ماثلاً: حين يتحوّل الحكم إلى غنيمة، والدولة إلى شركة عائلية، والمناصب إلى "حصص"، فإن النهاية ليست احتمالاً بعيداً، بل قدر محتوم.
انتهى.