جو ويلسون “صديق أربيل الحميم” وذراع إسرائيل الضاربة في الكونغرس الأمريكي يهدد بغداد!
- KDTS
- 29 يوليو
- 2 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ سالار حمه امين-
في مشهد يعكس تحوّلات دقيقة في شبكة العلاقات الجيوسياسية داخل الكونغرس الأمريكي، برز اسم النائب الجمهوري جو ويلسون كأحد أبرز المدافعين عن إقليم كردستان، ليس فقط بوصفه “صديقًا حميمًا” لحكومة أربيل، بل كوجه من وجوه الدعم الأمريكي الإسرائيلي المشترك للمشروع الكردي في العراق.
في تغريدة نُشرت في 28 يوليو 2025، أعرب ويلسون عن امتنانه للحديث مع وزير خارجية حكومة إقليم كردستان، واصفًا إياه بـ”الصديق العزيز”، قبل أن يشن هجومًا لاذعًا على الحكومة الاتحادية في بغداد، ويتهمها بأنها أداة تمويل لـ”ميليشيات إرهابية” مرتبطة بإيران تهاجم أربيل والقوات الأمريكية. لكنه لم يتوقف هناك، بل ذهب إلى تصنيف إيران بـ”رأس الأفعى” الذي يزعزع استقرار المنطقة من العراق إلى اليمن، مرورًا بسوريا ولبنان.
“أربيل”: الواجهة الناعمة للنفوذ الإسرائيلي؟
تصريحات ويلسون، وإن بدت في ظاهرها دفاعًا عن حلفاء واشنطن المحليين، تحمل بين سطورها دلالات أخطر تتعلق بالموقع المتقدم الذي باتت تحتله أربيل في استراتيجية المحور الأمريكي-الإسرائيلي في المنطقة. فالنائب الأمريكي، الذي يُعد من أكثر الأعضاء حماسًا لدعم إسرائيل في الكونغرس، لا يُخفي انحيازه المطلق لأمن تل أبيب، وغالبًا ما يربط بين ضرب الفصائل العراقية الموالية لإيران وحماية إسرائيل.
ولعل وصفه العلني لوزير خارجية كردستان بـ”الصديق العزيز” ليس مجاملة عابرة، بل رسالة سياسية بأن حكومة أربيل تُعامل من قبل بعض أجنحة القرار الأمريكي كـ”شريك استراتيجي بديل” عن بغداد، إن لم يكن “حليفًا نقيًا” في صراع القوى الكبرى داخل العراق.
جو ويلسون: منبر اللوبي الإسرائيلي في واشنطن
لا يمكن فهم اندفاع ويلسون للدفاع عن إقليم كردستان إلا ضمن إطار أوسع: ارتباطه العميق باللوبي الإسرائيلي في الولايات المتحدة. فهو عضو دائم في التحالف البرلماني الأمريكي-الإسرائيلي، وواحد من أبرز المدافعين عن زيادة المساعدات العسكرية لتل أبيب، وقد صوّت مرارًا لتجريم حركات المقاطعة (BDS) ومكافحتها داخل وخارج الولايات المتحدة.
وبينما يهاجم علنًا كل ما يرتبط بمحور إيران، لا يتوانى عن ربط استقرار أربيل واستمرار دعمها الأمريكي بمصلحة إسرائيل العليا. هذه المعادلة تكشف عن تطابق استراتيجي بين أجندة حكومة إقليم كردستان وبعض دوائر صنع القرار في تل أبيب، التي ترى في الإقليم فرصة نادرة لبناء موطئ قدم استخباري واقتصادي في قلب العراق.
هل نحن أمام تحالف مفتوح؟
التحولات الأخيرة في لهجة الخطاب الأمريكي، خصوصًا من قِبل أعضاء بارزين مثل ويلسون، توحي بأن الدفاع عن كردستان بات نافذة جديدة لمهاجمة بغداد، ووسيلة لتبرير التصعيد ضد محور المقاومة في العراق والمنطقة.
والأخطر أن هذه الأصوات باتت تستخدم القضية الكردية كأداة سياسية لتوسيع نفوذ إسرائيل في الشمال العراقي، تحت شعارات حماية الأكراد، أو مواجهة الإرهاب الإيراني، أو حتى الدفاع عن القوات الأمريكية.
تصريحات جو ويلسون ليست مجرد رأي فردي في عاصفة السياسة الأمريكية، بل تمثل صوتًا قويًا داخل منظومة النفوذ الإسرائيلي في واشنطن. وإن كان قد وصف وزير خارجية كردستان بـ”الصديق العزيز”، فإن هذا الوصف يحمل في طياته بُعدًا جيوسياسيًا عميقًا، مفاده ان أربيل لم تعد مجرد حليف محلي، بل منصة إقليمية لسياسات أمريكا وإسرائيل على حد سواء.
وهكذا، يُعاد رسم المشهد العراقي من جديد، حيث تتقاطع التحالفات بين قوى محلية وإقليمية ودولية، في لعبة لا تُحركها المصالح فحسب، بل تُدار بعناية عبر أذرع ناعمة في الكونغرس ومراكز القرار، لعل أبرزها اليوم هو جو ويلسون.
انتهى.