مابين جنكي والهركي سلطات الاقليم تمارس الديكتاتورية المنمقة
- KDTS
- 22 أغسطس
- 1 دقيقة قراءة

بارومتر العراق/ كتب امين سالم-
بين لاهور شيخ جنكي في السليمانية ومحمود الهركي في أربيل، تتكشف ملامح واقع سياسي مأزوم يُدار بمنطق العائلة والقبيلة لا بمنطق الدولة والمؤسسات. ما يحدث اليوم في كردستان العراق ليس مجرد تنافس انتخابي قبيل استحقاق 2025، بل هو إعادة إنتاج لنمط سلطوي قائم على قمع الخصوم، تجريم المعارضة، وإسكات الأصوات المستقلة، في وقت يفترض أن يكون المشهد الكردي نموذجًا للتعددية السياسية في المنطقة.
في السليمانية، تكررت خلال أسبوعين فقط قرارات اعتقال شخصيات سياسية بارزة، كان آخرها بعد اعتقال شاسوار عبد الواحد، ما يعكس أن الأجهزة الأمنية تحولت إلى أداة مباشرة لتصفية الخصوم السياسيين للاتحاد الوطني. أما في أربيل، فإن التوتر مع قبيلة الهركي وصل إلى مشارف الانفجار، حيث تنتشر لغة التهديد والرصاص ويُعاد إحياء إرث الصراع القبلي كوسيلة لفرض السيطرة والهيمنة السياسية من جانب الحزب الديمقراطي الكردستاني.
المفارقة أن هذه الممارسات تمر بصمت مطبق من بغداد، التي تكتفي بدور المتفرج، وكأنها غير معنية بما يجري في إقليم يُفترض أنه جزء من الدولة العراقية. أما المجتمع الدولي، الذي لا يتوانى عن إصدار بيانات إدانة في أماكن أخرى، فيغضّ الطرف عن سياسات الحزبين الحاكمين – البارزاني والطالباني – في تكريس حكم عائلي ديكتاتوري يقوم على الولاء الشخصي لا على القانون ولا على الإرادة الشعبية.
هذا السكوت، سواء من حكومة المركز أو من القوى الدولية، لا يعني إلا شيئًا واحدًا: إعطاء ضوء أخضر لمزيد من الانتهاكات وتصفية الحسابات الداخلية على حساب الاستقرار العام وحقوق المواطنين. وإذا استمر هذا المسار، فإن الانتخابات المقبلة لن تكون منافسة ديمقراطية، بل مسرحية معدة مسبقًا لتجديد شرعية حكم العائلات، فيما تدفع المعارضة والمجتمع ثمن الصمت والتواطؤ.
انتهى.