top of page

هل ستتأجل الانتخابات النيابية؟

  • صورة الكاتب: KDTS
    KDTS
  • 29 يونيو
  • 3 دقيقة قراءة
سيدة عراقية مسنة فرحة بمشاركتها بالانتخابات السابقة
سيدة عراقية مسنة فرحة بمشاركتها بالانتخابات السابقة

بارومتر العراق/ فريق المتابعة- لايزال المشهد السياسي العراق غامضا بعض الشيء وتحديدا الانتخابات النيابية المقبلة، فقد شكل إعلان التيار الصدري بعدم المشاركة في الانتخابات المقبلة، وما تبعه من انسحابات متتالية لعدد من الشخصيات السياسية – أبرزها رئيس الوزراء الأسبق حيدر العبادي وتعليق تحالفه الانتخابي، ازمة للعملية السياسية العراقية برمتها. وها قد بدأت ترتسم تساؤلات جوهرية في المشهد السياسي العراقي حول نوايا القوى المتصدرة، واحتمالية التوجه نحو تأجيل الانتخابات النيابية المقررة في أكتوبر 2025، في ظل مخاوف من ان يتخطى رئيس الوزراء الحالي خصومه من الشيعة تحديدا، وهم من اوصله الى سدة الحكم، لذا فقد يتحججون بانسحاب مكون كبير كالتيار الصدري ويطلقون مبررات اخرى تدفع نحو تاجيل الانتخابات عسى ان يختفي زخم السوداني وينسى الجمهور كعادته ما تحقق على ارض الواقع.

المؤشرات المبكرة لتفكك التوافق الانتخابي

قرار التيار الصدري بعدم خوض الانتخابات لا يُعد حدثاً عادياً؛ فهو يمثل انسحاب أحد أكبر التيارات ذات القاعدة الشعبية والتنظيمية. وقد تلاه إعلان العبادي، وهو شخصية مقبولة من الأطراف المحلية والدولية، ثم تبعه صمت مريب من أطراف أخرى كانت دوماً في صدارة المشهد الانتخابي.

هذه السلسلة من الانسحابات تُفهم على أنها إما قراءة مسبقة لمآلات الانتخابات المُنتظرة،  او انها تخوف من احتمالية تكرار الفوضى السياسية التي ستحصل كما حصل بعد الانتخابات السابقة، أو مؤشراً على صفقة أكبر تتشكل خلف الكواليس، وربما ترتبط بتأجيل الانتخابات لحين نضوج ظروف إقليمية ودولية بعينها.

فالإطار الإقليمي المحيط بالعراق قد يشهد تصعيدا متجددا للصراع الإيراني – الإسرائيلي، لا سيما بعد خرق الهدنة على جبهات لبنان واليمن واستمرار العنف الهمجي ضد غزة، مع المحاولات المستمرة للنيل من رموز ايرانية وحصول خروقات في سماء المتصارعين.

فإذا ما اندلعت موجة جديدة من التصعيد، فمن المتوقع أن تتأثر المعادلة السياسية العراقية مباشرة هذه المرة. وقد تُستَخدم الانتخابات كورقة ضغط أو مساومة من قبل أطراف محلية وإقليمية. مما سيعطل مسار الانتخابات عمداً أو يتعرض لتأجيل فني بذريعة الاستعدادات الأمنية، رغم اكتمال الإجراءات اللوجستية لدى المفوضية العليا المستقلة للانتخابات.

هل هناك صفقة سياسية داخلية مؤجلة؟

إن تزامن انسحاب أكثر من طرف سياسي فاعل يشير إلى علم مبكر بترتيبات غير معلنة، فربما تم التفاهم على تأجيل الانتخابات بصيغة توافقية بين بعض الأطراف المؤثرة، على أن يتم ذلك عبر ضغط غير مباشر على المفوضية أو من خلال البرلمان.

والسؤال الأعمق هنا، هل ان احتمالية تأجيل الانتخابات هي مجرد استجابة لظرف داخلي، أم انها جزء من خطة إقليمية أوسع تنتظر توقيتاً معيناً لحسم ملفات استراتيجية كبرى في (ايران، لبنان، اليمن، سوريا)؟

هنالك اربع احتمالات لمصير الانتخابات النيابية المقبلة:

السيناريو

التقييم الواقعي

مؤشرات داعمة

إجراء الانتخابات في موعدها (أكتوبر 2025)

ممكن، لكنه غير مضمون

دعم أممي مستمر، ضغوط غربية لإبقاء العملية الديمقراطية قائمة

⚠️ تأجيل تقني محدود (3–6 أشهر)

محتمل بشدة

انسحابات، توتر سياسي، ضعف الحماس الشعبي

🔴 تأجيل مفتوح / تجميد العملية

غير مستبعد في حال تفجر الصراع الإقليمي

تدخلات إيرانية – تصعيد إسرائيلي – انسحاب دولي جزئي

تشكيل حكومة توافق جديدة دون انتخابات

ضعيف، لكن مطروح في الكواليس

فشل تكراري لتجربة الانتخابات، وتوجه نحو إعادة هندسة النظام السياسي

الانتخابات المقبلة ليست فقط موعداً ديمقراطياً بل هي اختبار جديد لثبات النظام السياسي العراقي في وجه التحديات الإقليمية. وفي ضوء الانسحابات والتوترات المحيطة، يبقى احتمال التأجيل قائماً بدرجة متوسطة إلى مرتفعة، خاصة إذا تداخلت الأجندة العراقية مع التصعيد الإيراني الإسرائيلي.

الأسابيع المقبلة حتى نهاية الصيف ستكون حاسمة، إما بانطلاق حملة انتخابية حقيقية تعيد الثقة للمواطن، أو بانكشاف ترتيبات تؤكد أن موعد أكتوبر لن يُحترم.

انتهى.

©2025 by IRAQI-BAROMETER. 

bottom of page